الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، على مدار المسيرته في عالم كرة القدم، اعتاد على لحظات الفشل الصعبة، لتكون وسيلة له نحو النجاح.
مسيرة يورجن كلوب عانت من لحظات عسِرة قاتلة، مثلما شهدت أوقاتا سعيدة وإنجازات لا تتكرر، سواء في ماينز أو بعدها بروسيا دورتموند في ألمانيا، ثم ليفربول.
اقرأ أيضًا: تمرد وإفلاس.. أزمات تضرب النجم الساحلي قبل كلاسيكو الترجي
يقول يورجن كلوب في إعلان رحيله عن ليفربول في يناير الماضي، إن مسيرته التي بدأت قبل ربع قرن من الآن، لم يكن أحد يتوقع لها أن تنتهي به إلى قيادة «الريدز»، لكنه استلهم اللحظات الصعبة لتحقيق النجاح والوصول إلى المستحيل.
مع فريق ماينز، أهدر كلوب فرصة التأهل للدوري المحلي «بوندسليجا» خلال موسم 2002-2003 بسبب هدف في الدقائق القاتلة، ووقتها أعلن المدرب الألماني أن فريقه سيعمل على تحقيق المستحيل وهو ما تحقق بعدها بموسم واحد بالفعل، وهذا بخلاف قصص مشابهة رويت في سيجنال إدونا بارك وأنفيلد، مع دورتموند ثم ليفربول.
هزيمة إشبيلية في 2016
قبل 8 سنوات من الآن، عانى كلوب بسبب «أسوأ لحظة في مسيرته مع ليفربول»، عند الخسارة من إشبيلية الإسباني 1-3 في نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» في بازل السويسرية، في نهاية موسمه الأول مع بطل إنجلترا السابق.
وقتها دخل ليفربول المباراة كمرشح أول لتحقيق الفوز، بعد مسيرة ناجحة بالبطولة شهدت إقصاء غريمه التاريخي مانشستر يونايتد الإنجليزي، ثم بروسيا دورتموند وبعدهما فياريال الإسباني.
وحتى في النهائي، انتهى الشوط الأول 1-0 لصالح ليفربول بهدف دانييل ستوريدج، لكن الآية انقلبت في النصف الثاني للقاء باستقبال ثلاثية من رجال المدرب الإسباني أوناي إيمري.
يروي جوردان هندرسون، قائد ليفربول السابق، عن ذكرى هزيمة ملعب بازل وحالة كلوب آنذاك بقوله: «كان مختلفًا عما كنا نتوقعه منه، فقد جمع اللاعبين كلهم لنقضي الليلة معًا، يبدو أنه كان يدرك ما سنحققه في السنوات المقبلة، كان يعلم أن تلك الليلة بداية لشيء مميز».
ليفربول نجح بعد ذلك في حصد 7 ألقاب متنوعة، منها الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، وخسر مرتين نهائي التشامبيونز ليج ضد ريال مدريد الإسباني، وفقد البريميرليج بفارق نقطة واحدة في عامي 2018 و2022 لصالح مانشستر سيتي.
ويؤمن يورجن كلوب دائما بأن الحديث عن لحظات الفشل أهم من التطرق لأفضل اللحظات ويشير لتلك النهائيات التي خسرها قبل التي فاز بها، ليشدد على أن «الإنجازات لا تتحقق بسهولة».
إلا أن ما حدث لكلوب في الموسم الماضي 2022-2023، وتقديم «الريدز» لواحدة من أسوأ مواسمه، جعل يأسا مشابه لما حدث بعد مواجهة إشبيلية ينتابه، ولكن ليس بنفس الآمال للمستقبل بعد رحلة تجاوزت، بحسب «العين» الإخباري، 8 سنوات.
وإذا كان كلوب قد لم شمل لاعبي الريدز عقب نهائي إشبيلية الحزين في الدوري الأوروبي، إيمانًا بما يراه في المستقبل، فإنه يبدو أنه الآن ورغم تصدر الدوري الإنجليزي والتأهل لنهائي كأس الرابطة، لا يمتلك نفس الدوافع.
الغريب أن نهاية مسيرة كلوب في 2023-2024 قد تكون مثل موسمه الأول بمباراة في نهائي الدوري الأوروبي، حال أكمل الفريق رحلته بنجاح في البطولة القارية التي تأهل فيها إلى ثمن النهائي، لكنه في كل حال سواء فاز أو خسر سيرحل عن ملعب «أنفيلد» العريق بعد أن تحول لأحد أساطير ليفربول.