أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية بكوت ديفوار يوم 13 يناير الجاري ، حيث ينافس 24 منتخبا على حصد لقب كبير القارة السمراء.
وكان منتخب غانا قد حقق لقب البطولة السابقة من كأس الأمم الأفريقية الماضية 2022 ويستعد للدفاع عن اللقب أمام منتخب مصر صاحب الأرقام القياسية في البطولة وأكثر من حصد اللقب تاريخيا .
ومن المتوقع أن تكون بطولة كأس الأمم الأفريقية 2024 ذات نسخة استثنائية في ظل التطوير الكبير الذي شهدته منتخبات القارة السمراء.
وتصدر منتخب مصر الوطني على مدار تاريخ النسخ الماضي لبطولة كأس أمم إفريقيا قائمة الفرق الأكثر تتويجا بألقاب العرس القاري.
بوابة البلد سبورت تسلط الضوء على حكاية تتويج منتخب مصر بلقب كأس الأمم الأفريقية 1986
كانت القرعة رحيمة للغاية بمنتخب مصر حيث ترأس المجموعة الأولي ومعها السنغال، وكوت دي فوار من المستوى الثاني للقارة، بالاضافة إلي فريق موزمبيق المتواضع، فيما ضمت المجموعة الثانية النارية المغرب والجزائر المتأهلان لكأس العالم 86 ومعهما الكاميرون حامل اللقب، وبالاضافة إلي زامبيا.
خسارة مباراة الافتتاح
شهدت اللقاء الرسمي الأول بين مصر والسنغال بقيادة واحد من أفضل حكام القارة سيدني بيكون من موريشيوس، وحسب ما تناقلت الصحف المصرية كان السنغال فريق بلا تاريخ، يضم عشرة من المحترفين في مقدمتهم جوليوس بوكاندى العملاق ذو الشعر المجدول.
وعلي اللوحة العملاقة التي تحمل اسم ستاد القاهرة الدولي بلونها الأصفر كانت هناك صورة عملاقة مرسومة للخطيب علي الجانب الأيمن
الخبير البريطاني مايك سميث لعب بطريقته المفضلة 4-4-2 التي تحول إليها فور توليه المنتخب بدلا من 4-3-3 التي أجاد المنتخب تطبيقها طوال فترة الوحش، حيث بدأ بثابت البطل، وأمامه على شحاته وأشرف قاسم ومحمد عمر وربيع ياسين، وفي خط الوسط علاء ميهوب ومجدي عبد الغني ومحمود الخطيب وناصر التليس، وفي الهجوم طاهر أبوزيد وجمال عبد الحميد
المنتخب قدم أداءً مهتزاً ووضح تأثر لاعبيه بالضغط الجماهيري الكبير، وعدم التعود على طريقة اللعب المختلفة، كانت اللقطة الأبرز خلال الشوط الأول بعد ربع ساعة حيث ألغى الحكم هدفاً سجله محمد عمر اثر ضربة ركنية رفعها الخطيب، مشيراً أن الكرة ارتطمت بيد اللاعب المصري قبل أن تسكن الشباك.
وضح تداخل أدوار لاعبي خط الوسط وإصرار الجميع على الاختراق من المنتصف لعدم وجود أجنحة، وهو ما اصطدم بمدافعي السنغال أقوياء البنية الذين أاستخدموا كافة الوسائل لايقاف محاولات علاء ميهوب والخطيب ومجدي عبد الغني للمرور أو حتى التسديد ، حيث تعرض طاهر أبوزيد لشج في رأسه بعد صدام هوائي مع المدافع الصلب روجيه مندي، عاد بعده للملعب برأس ملفوف بالشاش، ويهدر فرصة هدف مؤكد، بعدها بدقائق يكاد الخطيب من داخل منطقة الجزاء يحرز الهدف الأول إلا أن كرته ارتطمت بأحد المدافعين وعدلت اتجاهها، وبعد المباراة احتاج إلي ثلاثة غرز، فيما تعرض لكدمة شديدة بالفخذ الأيسر والركبة.
وفي الدقيقة 67 ومن الهجمة الأولي للسنغال تبدأ الكرة من الحارس الذي يتبادلها مع مدافعيه ثم يمررها إلي لاعبي الوسط في ست تمريرات، تصل لدياللو الذي يرفعها عرضية يتطاول لها روبير تيرنيوم مهاجم لافال الفرنسي دون أي تداخل من المدافعين ليسكنها برأسه شباك ثابت البطل.
على الفور تحرك الجهاز الفني ليعود للطريقة التقليدية 4-33 حيث سحب طاهر أبوزيد المصاب ودفع مكانه بالصاعد حسام حسن، ليلعب جناحا أيمن، وبعدها سحب ناصر التليس غير الموفق ليدفع مكانه بالجناح الأيسر طارق يحيي، كاد علاء ميهوب يدرك هدف التعادل عندما رفع كرة عرضية كادت تسقط خلف الحارس إلا أنها ارتطمت بأعلى العارضة
إلا أن المنتخب السنغالي دافع بقوة وحمى مرماه ببسالة بل أنه كاد يضيف الهدف الثاني من هجمة مرتدة، لتنتهي مباراة الافتتاح بهزيمة أصحاب الأرض.
الخبير البريطاني أرجع الهزيمة إلي غياب التوفيق عن الفريق، فيما عقب مدرب السنغال بأن لاعبيه استفادوا من حالة التوتر الشديدة التي سيطرت على لاعبي مصر
مباراة فاصلة
تحولت المواجهة الثانية للمنتخب المصري إلي مباراة فاصلة، فالهزيمة تعني الخروج والتعادل يضعف الأمل بشدة، وهو ما دفع الخبير البريطاني إلي الاستماع إلي معاونه المصري والعودة لطريقة اللعب التقليدية، وإدخال تعديلات كبيرة علي التشكيل من خلال الدفع بمصطفى عبده وطارق يحيي كجناحان أساسيان مع رأس الحربة جمال عبد الحميد، مع الإبقاء علي طاهر أبوزيد على مقاعد البدلاء، كما دفع بحمادة صدقي في قلب الدفاع، بما سمح له بتحريك أشرف قاسم إلي خط الوسط بديلاً لناصر التليس إلي جوار الخطيب ومجدى عبد الغني.
الحضور الجماهيري الحاشد تجاوز مباراة الافتتاح على الرغم من أن المباراة أقيمت عصر الثلاثاء، وبحضور الفريق أبو غزالة وزير الدفاع، وكمال الجنزوري وزير التخطيط ونائب رئيس الوزراء المعروف عنهما عشقهما لكرة القدم.
المنتخب الايفواري الذي خسر مواجهاته الخمس السابقة مع منتخب مصر قدم شوطا أولاً متميزاً، حيث تصدى للهجمات المصرية خاصة من الجناح الأيمن مصطفى عبده، وتكتل الفريق بالكامل في الثلث الدفاعي لتفشل كافة المحاولات لتجاوزه. نجما الفريق المهاجمان يوسف فوفانا وعبد الله تراوري خضعا لرقابة صارمة من على شحاته ومحمد عمر الذي تعرض للإصابة
ومع مطلع الشوط الثاني يسحب المدرب طارق يحيي غير الموفق، ويدفع بطاهر أبوزيد مكانه، ثم يسحب محمد عمر ويدفع بشوقي غريب لزيادة الضغط الهجومي.
وبعد دقيقتين من نزوله تحرك بالكرة وسط لاعبي كوت ديفوار ليتبادلها مع الخطيب الذي تجمع حوله ثلاثة مدافعين ليمررها بالكعب إلي شوقي المنطلق كالسهم مفلتا من محاولة للعرقلة قبل أن يودعها بيسراه علي يسار الحارس.
تنفست الجماهير المصرية الصعداء، وواصل المنتخب هجومه ومن ضربة ركنية في الدقيقة 83 رفعها مصطفى عبده حولها جمال عبد الحميد بقدمه في الزاوية العليا للمرمي ليحسم النتيجة لصالح الفريق المصري.
منتخب السنغال واصل عروضه القوية وهزم موزمبيق بهدفين نظيفين ليتصدر المجموعة برصيد 4 نقاط وخلفه كوت ديفوار متقدمة على مصر بفارق الأهداف وبنفس رصيد النقطتين، ثم موزمبيق بلا رصيد
حسبة برمة
وكعادة الكرة المصرية تدخل في حسبة معقدة للتأهل من دور المجموعات، فباعتبار أن الفوز على موزمبيق أضعف فرق المجموعة شبه محسوم ، إلا أن حسم التأهل لا يزال مرهونا بالمواجهة المهمة بين كوت ديفوار والسنغال، ففوز السنغال أو تعادلها يحسم صدارتها للمجموعة وتأهل مصر معها في المركز الثاني، أما فوز كوت ديفوار فيفتح المجال أمام كافة الاحتمالات
وكان القدر رحيما بمصر اذ حقق فريق كوت ديفوار المفاجأة وخطف الفوز بهدف عبد الله تراوري، ليتساوي كل من السنغال وكوت ديفوار في رصيد 4 نقاط الا أن كوت ديفوار سجلت 4 وتلقت هدفين، فيما سجلت السنغال ثلاثة وتلقت هدفين، وهو ما يفتح الطريق أمام صدارة مصر في حالة الفوز بأكثر من هدف.
صدارة المجموعة
دفع الجهاز الفني بطاهر أبوزيد محل طارق يحيي، وبشوقي غريب محل أشرف قاسم ليهاجم موزمبيق برباعي يضم مصطفى عبده وجمال عبد الحميد والخطيب وطاهر، وخلفهما مجدي عبد الغني وشوقي غريب
شهد الربع ساعة الأول من المباراة تسجيل طاهر أبوزيد هدفين خلال ثلاث دقائق أحدهما من ضربة حرة والثاني من تسديدة قوية، وانطلق ليحتفل خارج الملعب ليعطيه الحكم انذاراً هو الثاني له في البطولة مما يمنعه من المشاركة في مباراة الدور قبل النهائي
في الشوط الثاني تراجع الأداء البدني للمنتخب بشدة وترك السيطرة لمنتخب موزمبيق الذي كاد أن يسجل في أكثر من مناسبة، لكن المباراة انتهت بنفس النتيجة لتتصدر مصر مجموعتها وتتأهب لمواجهة وصيف المجموعة الثانية.
فك عقدة المغرب
كان الفريق المغربي لا يشق له غبار، والتجربة لا زالت حاضرة في الأذهان، فقبل بضعة أشهر خرج المنتخب المصري علي يد نظيره المغربي في تصفيات كأس العالم 1986، بعد تعادل سلبي في القاهرة وهزيمة بهدفين نظيفين في الدار البيضاء.
كان الفريق مدججاً بالنجوم التي قل اجتماعها في فريق واحد، ففي حراسة المرمي كان بادو الزاكي ، وامامة خط دفاع حديدي يضم بويحياوي، ولمريس، والبياز، والعبد، وفي خط الوسط النجم الكبير عزيز بودرباله، وضلمي، والحداوي، وفي الهجوم عبد الرازق خيري، وكريمو، وخالد الأبيض ، فيما غاب عن البطولة محمد التيمومي أفضل لاعب في أفريقيا لعام 1985 بعد كسر قدمه بسبب جمال عبد الله لاعب الزمالك في مباراة الجيش الملكي والزمالك في نصف نهائي أفريقيا لابطال الدوري.
المدرب البرازيلي جوزيه فاريا الذي اعتنق الإسلام وأصبح المهدي فاريا نجح في تشكيل فريق قوي يعتمد على اللاعبين المحليين وبالأخص الجيش الملكي المتوج ببطولة أفريقيا لأبطال الدوري عام 1985 ومعه عدد من لاعبي الرجاء والوداد والكوكب، والاكتفاء بثلاثة محترفين هم بودربالة لاعب سيون السويسري، والحداوي لوزان السويسري، وكريمو لو هافر الفرنسي.
داخل معسكر المنتخب المصري كانت هناك أخبار سعيدة، فاللجنة المنظمة قبلت التظلم الذي تقدم به المنتخب على الإنذار الذي منحه الحكم لطاهر أبوزيد بعد احرازه هدفا في مرمي موزمبيق وخروجه من الملعب للاحتفال مع زملائه، والذي كان الإنذار الثاني وهو ما يمنعه من المشاركة أمام المغرب، لجنة الحكام اعتبرت أن الخطأ الذي ارتكبه طاهر لا يسوغ منحه انذاراً وألغته، وهو ما احتج عليه منتخب المغرب وخاطب الاتحاد الدولي الذي أيد قرار اللجنة المنظمة.
سميث ومعاونوه فضلوا الدفع بمحمود الخطيب منذ بداية المباراة على الرغم من ادراكهم لعدم قدرته على الاشتراك لأكثر من شوط واحد بسبب تجدد الإصابة التي منعته من التدريب قبل المباراة، واختار الدفع بأشرف قاسم محل شوقي غريب للتركيز علي الشق الدفاعي، وكلف مجدي عبد الغني برقابة عزيز بودربالة، فيما منح طاهر أبوزيد حرية الحركة والتقدم، لمساندة مصطفى عبده وجمال عبد الحميد في المقدمة.
انطلقت المباراة بتحكيم من الاثيوبي تسفاي، حيث قدم المنتخب عرضاً قوياً بدد حالة القلق والتوتر التي سادت بين الجماهير المصرية، وكاد محمود الخطيب يفتتح التسجيل بعدما ارتدت كرته من العارضة، كما صنع فرصة ذهبية لجمال عبد الحميد لكنه سددها فوق العارضة، وتجمع مدافعو المغرب حول الخطيب الذي تناسى اصابته وقدم أداءً ممتعاً.
المنتخب المغربي لعب بطريقة دفاعية محكمة لدرجة أنه لم يقم سوى بهجمتين طوال المباراة، ونجح حارسه الرائع بادو الزاكي ومن أمامه خط الدفاع في احباط هجمات المنتخب المصري طوال المباراة، وساندهم التوفيق في أكثر من مناسبة لعل أبرزها رأسية مصطفى عبده التي ارتدت من القائم الأيمن.
في المقابل كان خط الدفاع المصري مسيطراً علي المهاجمين كريمو وخيري، مما سمح لأشرف قاسم بالتقدم لمساندة الهجوم، فيما التزم مجدى عبد الغني بمراقبة بودربالة.
مع بداية الشوط الثاني خرج الخطيب وشارك طارق يحيي، وهو ما خفف الضغط قليلاً على المنتخب المغربي الذي زادت امتلاكه للكرة، وان شاب أدائه بعض العنف، الذي أدى لاصابة طاهر أبوزيد مجدداً ليطلب التغيير، إلا أن الجهاز الفني طلب منه الاستمرار وعدم استنفاد التغييرات في وقت مبكر.
أداء المنتخب تراجع بشكل واضح وبدأت الجماهير تشعر بالفلق خاصة مع لجوء المنتخب المغربي لأسلوب إضاعة الوقت والامتلاك السلبي للكرة، حتى أن الحارس الزاكي قام بركل الكرة خارج الملعب مجددا بعد ان اعادها إليه احد المصورين ليلعب ضربة المرمي، وهو ما استفز الجماهير لتلقى بعضها عليه زجاجات الماء، ودعا الحكم لتنبيهه.
ومن احدى التدخلات العنيفة لمصطفى البياز علي جمال عبد الحميد يحتسب الحكم ضربة حرة مباشرة ينبرى لها طاهر أبوزيد ونظراً لاصابته يقرر عدم اللجوء للتسديد القوي ويقوم بتسقيط الكرة من خلف الحائط البشري بعيدة عن الحارس الزاكي الذي لم يتحرك لتشهد الدقيقة 31 من الشوط الثاني تسجيل هدف التقدم لمصر .
المنتخب المصري انتشى بعد الهدف وشدد ضغطه علي المنتخب المغربي، ولم يرتد للدفاع، وكاد جمال عبد الحميد يحرز الهدف الثاني، إلا أن الزاكي واصل تألقه وحمى مرماه.
نهائي الكان
تأهل المنتخب المصري لنهائى البطولة ليواجه نظيره الكاميرونى بقيادة ميلا إلا أن المباراة تذهب لركلات الترجيح التى تبتسم فى النهاية للفراعنة بعد تألق ثابت البطل وتصديه لركلتين جزاء .