تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية بكوت ديفوار في نسختها رقم 33 يوم السبت القادم حيث ينافس 24 منتخبا على حصد لقب كبير القارة السمراء.
وكان منتخب غانا قد حقق لقب البطولة السابقة من كأس الأمم الأفريقية الماضية 2022 ويستعد للدفاع عن اللقب أمام منتخب مصر صاحب الأرقام القياسية في البطولة وأكثر من حصد اللقب تاريخيا .
ومن المتوقع أن تكون بطولة كأس الأمم الأفريقية 2024 ذات نسخة استثنائية في ظل التطوير الكبير الذي شهدته منتخبات القارة السمراء.
وتصدر منتخب مصر الوطني على مدار تاريخ النسخ الماضي لبطولة كأس أمم إفريقيا قائمة الفرق الأكثر تتويجا بألقاب العرس القاري.
كأس الأمم 1988 الإفريقية
أقيمت الدورة السادسة عشرة لبطولة الأمم الأفريقية خلال الفترة من 13-27 مارس 1988 في المغرب بمشاركة 8 منتخبات تم تقسيمهم إلي مجموعتين، جاء منتخب المغرب علي رأس المجموعة الأولي ومعها زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا)، كوت ديفوار، والجزائر، وأقيمت مبارياتها علي ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء
فيما جاء منتخب مصر حاملة اللقب علي رأس المجموعة الثانية ومعها الوصيف الكاميرون ونيجيريا وكينيا، وأقيمت المباريات علي ملعب مولاي عبد الله في الرباط.
فجر منتخب زائير مفاجأة في مباراة الافتتاح عندما خطفت تعادلاً أمام المغرب في اللحظات الأخيرة بهدف مونتوبيلا، الذي عادل الهدف الذي سجله كريمو في الشوط الأول من ضربة جزاء، لكن المنتخب المغربي استعاد الثقة وفاز علي غريمه الجزائري في المباراة الثانية بهدف مصطفى الحداوي، ثم اختتم مبارياته بتعادل سلبي أمام منتخب كوت ديفوار، ليتصدر المجموعة برصيد 4 نقاط، فيما كان الصراع علي المركز الثاني بين الجزائر وكوت ديفوار غير قابل للحسم، فالفريقان تعادلاً ، وحقق كل منهما 3 نقاط ( 3 تعادلات لكوت ديفوار، وانتصار وتعادل للجزائر، وتساويا في فارق الأهداف، ومن ثم تم اللجوء للقرعة التي جاءت لصالح الجزائر.
منتخب مصر
كانت المواجهة الأولي للمنتخب المصري في البطولة هي إعادة لنهائي البطولة السابقة أمام الكاميرون، تلك المباراة الماراثونية التي امتدت لتحسم بضربات الترجيح بعد عجز الفريقين عن تسجيل أي هدف، وإلغاء الحكم علي بن ناصر هدفاً شرعيا لطاهر أبوزيد برأسه كان كفيلاً بتتويج الفراعنة.
الفريق الكاميروني احتفظ بمدربه الفرنسي كلود لوروا بقوامه الأساسي الذي ضم الحارس جاك سونجو، والمدافعين ستيفن تاتاو، وايمانويل كوندي، والأخوان كانا بيك لاعب الوسط، وأومام بيك المهاجم، والدينامو سيريل ماكاناكي، والهداف العجوز روجيه ميلا.
المدرب الويلزي مايكل سميث لعب بالتشكيل المتوقع بوجود أحمد شوبير، وأمامه إبراهيم حسن في أول مشاركة له في البطولة، وبجواره محمد عمر وحماده صدقي، وربيع ياسين، وفي خط الوسط شوقي غريب، وإسماعيل يوسف، وعماد سليمان، وأسامة عرابي، وفي الهجوم جمال عبد الحميد وحسام حسن
المباراة بدأت بهدف كاميروني يعكس خبرة الخطير ميلا صاحب السبعة وثلاثين عاماً الذي خطف كرة من بين محمد عمر وحمادة صدقي وسددها ضعيفة لكن بعيدة عن الحارس شوبير، لتتقدم الأسود علي الفراعنة الذين حاولوا العودة للمباراة، إلا أن الكاميرون تراجعت للدفاع، وتألق الصاعد إبراهيم حسن علي الجانب الأيمن وصنع أكثر من فرصة للتهديف، وكذا شقيقه حسام الذي أتعب مدافعو الكاميرون الكبار بحيويته وفدائيته، لكن عماد سليمان أهدر فرصتين ثمينتين، جعلتا هذه المباراة هي الأخيرة له مع المنتخب، وكاد جمال عبد الحميد يدرك التعادل برأسية مرت علي بعد سنتيمترات من المرمي. وكاد إبراهيم حسن يدرك التعادل بتسديدة ارتطمت بالعارضة، ثم ركز الفريق علي الكرات الطولية الي جمال عبد الحميد وحسام حسن دون جدوى. صمد المنتخب الكاميروني حتى تنتهي المباراة بتسجيله الفوز الأول له في تاريخ البطولة علي المنتخب المصري.
اللقطة اللافتة في نهاية المباراة، هو محاولة إبراهيم حسن منع الحكم من اطلاق صافرة النهاية أملا في تحقيق المنتخب التعادل، الا أن الحكم دفعه بعيداً عنه وانهي المباراة.
انتقد المدرب احمد رفعت الحكم ادريسا تراوري وحمله الهزيمة مشيراً إلي تعمده كسر إيقاع المباراة بايقافها بشكل مستمر، وعدم التصدي لعنف الفريق الكاميروني، واعتبر أن الهزيمة ستزيد المنتخب إصرارا وعزيمة علي تحقيق الفوز في المباراتين التاليتين لمواصلة الدفاع عن اللقب.
كانت المواجهة الثانية للمنتخب المصري أمام كينيا لا تقبل القسمة علي اثنين، خاصة وأن الفريق الكيني خسر مباراته الأولي أمام نيجيريا بثلاثية نظيفة، لذا فقد قرر المدرب الويلزي اللعب بطريقة 4-3-3 الهجومية مع اشراك مهاجم الترسانة محمد رمضان محل عماد سليمان غير الموفق، وأيمن يونس بعد تعافيه من الإصابة محل أسامة عرابي، كما دفع بهشام يكن محل حمادة صدقي الذي أصيب أمام الكاميرون.
هاجم المنتخب بقوة ونجح جمال عبد الحميد في احراز هدف التقدم في الدقيقة الثانية، إلا أن لاعبي المنتخب بدوا عاجزين عن تنفيذ طريقة اللعب التي لم يتقنوها ومن ثم عجزوا عن زيادة حصيلتهم طوال هذا الشوط، مما دفع الجهاز الفني للعودة لطريقة 4-4-2 التي اعتادها اللاعبون في الشوط الثاني حيث استعاد المنتخب حماسه ونجح ايمن يونس في إضافة الهدف الثاني، وبعده عاد جمال عبد الحميد ليحرز هدفه الثاني، لينتهي بثلاثية نظيفة.
علي الرغم من الفوز، فإن الأداء كان أقل بكثير من العرض الذي شهدته مباراة الكاميرون، وبدا الفريق مفككاً ويفتقد إلي الروح وجماعية الأداء، إلا أن تواضع المنافس الكيني سهل من مهمة المنتخب.
حينما عاد اللاعبون للفندق بعد المباراة ابلغ عدد منهم عن تعرضه لسرقة البوكت مني من داخل الحجرات، فيما سرقت الدروع والاعلام التذكارية من الإداري، والطريف ان رئيس البعثة ابلغ امن الفندق، وفي اليوم التالي سرقت ملابس خاصة بالفريق من غرفة المدلك.
ارتفعت المعنويات بشدة بعد الفوز علي كينيا، وتزايدت الآمال في مواصلة الدفاع عن اللقب، خاصة وان مصير المنتخب في قدميه، فالفوز علي نيجيريا يحسم التأهل، إلا أن المنتخب النيجيري يملك فرصة التعادل للتأهل، وهو ما يدعمه قوة النسور بقيادة المدافع ستيفن كيشي، والمهاجم رشيد ياكيني، ولاعب الوسط فيكتور نوسو، والحارس بيتر روفاي.
واصل المدرب الويلزي تصميمه علي الهجوم بطريقة 4-3-3 وتم الدفع بطارق يحيي محل محمد رمضان، كما شفى حمادة صدقي واستعاد موقعه في الدفاع.
في المران الختامي وفي كرة مشتركة اصطدم شوقي غريب بأشرف قاسم، فقام الأخير بسبه بألفاظ غير لائقة رغم اعتذار شوقي له، وقرر الجهاز الفني تغريمه 200 دولار، وترحيله علي أول طائرة للقاهرة، لكن نظراً لعدم وجود أماكن علي الطائرة تم الإبقاء عليه، بل ووضع في الاحتياطي وقام بالتسخين خلال الشوط الثاني الا ان المدرب غير فكره ودفع بمحمد رمضان.
شهدت المباراة هجوماً متواصلاً من المنتخب المصري ودفاعاً مستميتا من الفريق النيجيري الذي لعب علي التعادل، وواصل المنتخب المصري ارسال الكرات العرضية للاستفادة من مهارة جمال عبد الحميد وحسام حسن ثم محمد رمضان في ضربات الرأس، إلا أن الدفاع النيجيري تعامل مع هذه الكرات ببراعة، ولم تشكل خطورة طوال الشوط الأول، الذي شهد واقعة غريبة قبل نهايته عندما اطلق الحكم الغيني علي بانجورا صافرة نهاية الشوط بعد 41 دقيقة فقط، وعلي الفور ركض احمد رفعت نحوه واستشهد بحامل الراية بأنه لا يزال هناك 4 دقائق متبقية بالإضافة إلي الوقت بدل الضائع، إلا أن الحكم وجد أن الفريق النيجيري قد غادر الملعب، ومن ثم لم تستكمل الدقائق، وهو ما دفع المنتخب المصري للتقدم بشكوي للكاف مطالبا بإعادة المباراة، وهو ما رفضه الكاف مشيرا إلي أن الحكم هو الميقاتي الوحيد للمباراة.
في الشوط الثاني زادت خطورة المنتخب المصري واقترب أكثر من التهديف، إلا أن حسام حسن اهدر فرصتين، فيما تصدى الحارس بيتر روفاي لتسديدة ربيع ياسين البعيده، وأخطأت تسديدة طارق يحيي القوية المرمي، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي، ومن ثم يخرج الفريق المصري حامل اللقب من الدور الأول للبطولة، فيما تأهل منتخب نيجيريا مع الكاميرون التي تعادلت سلبيا مع كينيا.
حسام حسن قام بالاعتداء علي الحكم الغيني فور انتهاء المباراة، وهو ما دفع الاتحاد الأفريقي لايقافه لعام كامل حتي مارس 1989 وهو ما سيحرمه من المشاركة مع الأهلي والمنتخب.