تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية بكوت ديفوار في نسختها رقم 33 يوم السبت القادم حيث ينافس 24 منتخبا على حصد لقب كبير القارة السمراء.
وكان منتخب غانا قد حقق لقب البطولة السابقة من كأس الأمم الأفريقية الماضية 2022 ويستعد للدفاع عن اللقب أمام منتخب مصر صاحب الأرقام القياسية في البطولة وأكثر من حصد اللقب تاريخيا .
ومن المتوقع أن تكون بطولة كأس الأمم الأفريقية 2024 ذات نسخة استثنائية في ظل التطوير الكبير الذي شهدته منتخبات القارة السمراء.
وتصدر منتخب مصر الوطني على مدار تاريخ النسخ الماضي لبطولة كأس أمم إفريقيا قائمة الفرق الأكثر تتويجا بألقاب العرس القاري.
كأس أمم إفريقيا 1994
استضافت تونس الدورة التاسعة عشر لبطولة الأمم الأفريقية خلال الفترة من 26 مارس إلي 10 أبريل 1994، في تونس العاصمة وسوسة، وذلك بمشاركة 12 منتخبا تم تقسيمهم إلي أربع مجموعات، بحيث يصعد فريقان من كل مجموعة إلي دور الثمانية الذي يقام بنظام خروج المغلوب.
وقعت مصر في المجموعة الثانية التي لعبت مبارياتها في العاصمة علي ملعبي المنزه والشاذلي زويتن، وضمت معها منتخبا نيجيريا والجابون.
حالة تشاؤم
كانت هناك حالة من التشاؤم تسيطر على الجماهير المصرية قبيل انطلاق البطولة بسبب الغيابات الكبيرة وحالة التخبط التي سبقت البطولة، ناهيك عن أن القرعة جعلت المنتخب في المجموعة الثانية التي سيلاقي المتأهلين منها نظيريهما في المجموعة الأولي التي تضم تونس المستضيفة، وطبقا للمنطق فان تونس ستتصدر مجموعتها، فيما تحل مصر ثانية خلف نيجيريا ومن ثم يلتقي الفريقان في دور الثمانية، وهو ما يعني تكرارا لعقدة شمال أفريقيا.
إلا أن الكرة المستديرة كان لها رأي يخالف المنطق، فمنتخب مالي حقق مفاجأة مدوية في مباراة الافتتاح وانتصر على تونس لعبا ونتيجة بهدفين نظيفين سجلهما في الشوط الأول، وعرفت الجماهير الأفريقية أسماء فرنان كوليبالي ذو الشعرالمجدول، والحارس عثمان فاروتا وزملائهم، إلا أن مالي خسرت مباراتها الثانية أمام زائير لتعيد الأمل للمنتخب التونسي الذي كان عليه حسم التأهل بالفوز على زائير، إلا أنه اكتفى بالتعادل ليخرج من الدور الأول فيما تصعد زائير ومعها مالي.
أما المنتخب النيجيري فجاء للبطولة كمرشح خارق للعادة بعد الأداء الرائع الذي قدمه في التصفيات وصعوده لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، فيما كان منتخب الجابون يظهر للمرة الأولي في النهائيات.
مباريات المجموعة بدأت بانطلاقة قوية للفريق النيجيري الذي اكتسح منتخب الجابون بثلاثية نظيفه سجل منها نجمه الكبير رشيد يقيني هدفين، مع تقديم عرض أكد عزم النسور النيجيرية على استعادة اللقب الذي غلب عنهم منذ عام 1980.
مصر والجابون
بدأ المنتخب المصري المباراة الأولي أمام الجابون بتشكيل يضم شوبير وامامه خمسة مدافعين: ياسر ريان، حمزة الجمل، فوزي جمال، هاني رمزي، طلعت منصور، وفي خط الوسط فكري الصغير وإسلام فتحي واحمد الكأس، وفي الهجوم بشير عبد الصمد وايمن منصور.
المنتخب الذي عاني هجوميا في غياب حسام حسن واكتفى بهدف واحد في أخر ثلاث مباريات، أنهي مخاوف الجماهير من العقم الهجومي بعد ثوان من انطلاق المباراة حيث انطلق ياسر ريان بالكرة من الجناح الأيمن ليرفع كرة عرضية تطاول لها أيمن منصور ليسكنها المرمي برأسه مسجلا أسرع هدف في تاريخ البطولة، وليعلن عن استراتيجية المنتخب الهجومية التي عرفت باسم "العب لياسر" للاستفادة من السرعة الهائلة للجناح الطائر ياسر ريان التي أثبتت نجاحاً كبيراً في التصفيات وفي البطولة.
المنتخب لم يتراجع بل واصل الضغط ومن ضربة حرة بعيدة للغاية استغل حمزة الجمل امكانياته واطلق تسديده قوية سكنت الشباك الجابونية، وفي الشوط الثاني تألق بشير عبد الصمد ليحرز هدفين في خمس دقائق ليرفع النتيجة إلي رباعية نظيفة خطفت لمصر صدارة المجموعة متفوقاً على نيجيريا بفارق الأهداف. ويحقق المنتخب المصري أول انتصار منذ فوزه علي كينيا بثلاثية نظيفة عام 1988 ( تعادل مع نيجيريا، ثم 5 هزائم متتالية في 90و92)
كانت الخسارة الوحيدة للمنتخب هي إصابة هاني رمزي واستبداله بأشرف قاسم العائد من الإصابة، حيث لم يكمل هاني البطولة، فيما شهد الشوط الثاني الدفع برضا عبد العال بديلا لأحمد الكأس
مصر ونيجيريا
قدم منتخب مصر أمام نيجيريا مباراة دفاعية لادراكه أن نقطة التعادل تحفظ له صدارة المجموعة، لا سيما وأن الكتيبة النيجيرية تضم أسماء بثقل الحارس بيتر روفاي وزملائه أموكاتشي وواوكوتشا واكبيبا واوليسييه.
واقتصر التهديد المصري لمنافسه علي كرة من 40 ياردة سددها فوزي جمال وانقذها الحارس روفاي بصعوبة، فيما نجح فوزي نفسه في انقاذ مرمي شوبير من كرة سددها رشيد يقيني.
فيما غاب عن المنتخب النيجيري التوفيق في كرة لا ينساها من رأها عندما استلم رشيد يقيني الكرة من حافة منطقة الجزاء وروضها علي ركبته واطلق قذيفة ارتدت من عارضة احمد شوبير ليسمع كل من في الملعب صوت اصطدام الكرة بالعارضة من فرط قوتها، لتنتهي المبارة بالتعادل السلبي ليصعد المنتخب إلي دور الثمانية ليقابل منتخب مالي في سيناريو لم يكن أحد ليتوقعه.
تصاعدت آمال الجمهور المصري في المنتخب الجديد للتقدم إلي نصف النهائي لأول مرة منذ عام 1986 والفوز بمركز متقدم، لا سيما بعد خروج تونس، وتفادي مواجهة نيجيريا حتى النهائي، كما أن الفائز من مباراة مصر ومالي سيلاقي في دور نصف النهائي الفائز من السنغال وزامبيا، وهما الأهون من غانا ونيجيريا، خاصة زامبيا التي فقدت غالبية فريقها في حادث الطائرة عام 93، وصعدت بصعوبة لدور الثمانية رغم تعادلها مع سيراليون سلبيا، فيما تراجع مستوى السنغال وصعدت ثانيا بعد الفوز الصعب علي غينيا.
مصر ومالي
دخل المنتخب المصري مباراته أمام مالي واثقاً في قدرته علي الفوز على لاعبي المدرب مامادو كيتا، وقدموا شوطا أول لا بأس به، وأهدروا عدداً من الفرص المحققة، كان أبرزها الفرصة المزدوجة بعد التسديدة القوية التي أطلقها أيمن منصور وتصدى لها الحارس فاروتا بصعوبة لتسقط أمام أحمد الكأس الذي فوجئ بها وسددها مباشرة لتعلو العارضة.
قدم عثمان سومانو مباراة عمره أمام المنتخب المصري وحرم ياسر ريان من انطلاقاته، وبالتالي حرم ثنائي الهجوم ومن خلفهما أحمد الكأس من الكرات العرضية.
حاول طه إسماعيل تنشيط الهجوم بسحب بشير عبد الصمد غير الموفق والدفع بمحمد رمضان ، إلا أنه من ضربة حرة علي عكس سير اللعب رفع سيديبي كرة عرضية انبري لها إسماعيل تراوري قبل الحارس شوبير ليسكنها المرمي لتتقدم مالي قبل نصف ساعة من النهاية، فيما يتبادل شوبير وحمزة الجمل اللوم ويشير شوبير لأن تقدم حمزة حرمه من رؤية الكرة.
ضغط المنتخب المصري بشدة وكاد يدرك التعادل عندما رفع فكري الصغير كرة من الجهة اليمني أخطائها المدافع لتسقط أمام أيمن منصور علي بعد ستة أمتار من المرمي إلا أنه فاجئ الجميع وسددها ضعيفة بجوار المرمي.
صمدت دفاعات منتخب المالي أمام الهجمات المصرية التي ظلت تعتمد على استراتيجية العب لياسر رغم عدم نجاحها، وعدم تدخل الجهاز الفني لتغيير نمط الهجوم انتظاراً للمعجزة التي لم تتحقق لتنتهي المباراة بهزيمة المنتخب وخروجه من دور الثمانية على يد المنتخب المكافح الذي انهى البطولة بالحصول علي المركز الرابع خلف نيجيريا التي توجت باللقب بالفوز على زامبيا بهدفين سجلهما نجم الزمالك ايمانويل امونيكي