حسام حسن مديرًا فنيًا لمنتخب مصر لكرة القدم لمدة موسمين.. خبر طالما انتظره الكثيرون من محبي كرة القدم في مصر، إلى أن تحقق «الحلم» وأصبح رسميًا، بعد إقالة البرتغالي روي فيتوري بسبب خروج مصر المبكر من النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الأفريقية «أبيدجان 2023».
منذ صدور قرار اتحاد الكرة، انشغلت الأوساط الرياضية بالحديث عن العلاقة المتوترة بين "العميد" حسام حسن، وقائد المنتخب محمد صلاح، المحترف في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي، ومصير هذه العلاقة في المستقبل القريب، خصوصًا مع اقتراب دخول مصر التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، إضافةً لعقد مقارنات بين مسيرة كل من حسام وصلاح في المنتخب الوطني.
الأوساط الرياضية، بدأت الحديث عن التنافس حول أرقام كل منهما، وما قدماه للمنتخب، مشيرين إلى أن هذا التنافس الشديد مع احتلال صلاح مكانة كبيرة لدى الجماهير بمختلف انتماءاتهم، قد يتحول إلى صدام قريب عند وصول النجم العالمي لأول معسكر للمنتخب.
في الساعات الماضية، أعاد رواد مواقع التواصل تداول تغريدة ساخرة لمحمد صلاح، يعود تاريخها إلى مايو 2017، تحمل صورة المدرب حسام حسن، في لقطة كثيرًا ما يجري استخدامها باعتبارها «كوميك»، للتعبير عن محاولة الابتسام، برغم عدم تقبّل الوضع الحالي، وكان صلاح قد أرفقها بتعليق: «أنا مش متضايق أهو»، لتنهال التعليقات مجددًا على هذه التغريدة، رغم من مرور ما يقارب سبع سنوات على نشرها، بالتزامن مع اختيار حسام حسن لقيادة منتخب الفراعنة.
ولعل هذا الاختيار يدفع إلى تساؤلات عديدة حول مصير المحترف المصري قائد المنتخب، صاحب الـ31 سنة، لأن المدرب الجديد حسام حسن، كان قد هاجم صلاح قبل أيام معدودة في لقاء تلفزيوني، مؤكدًا رفضه رجوع الأخير إلى «الفراعنة»، بعدما ترك الفريق في كوت ديفوار خلال بطولة أمم إفريقيا، لتلقي العلاج في إنجلترا عقب الإصابة.
على الرغم من اعترافه الصريح بنجومية صلاح الطاغية، فإن حسام حسن وجّه رسالة عنيفة للاعب، مطالبًا إياه بعدم العودة إلى المنتخب في النهائي، قائلًا: «أرى أنك يمكنك تلقي العلاج مع المنتخب، لدينا إمكانات مع الجهاز الطبي.. ستقول لا سأتلقى علاجي هناك في ليفربول، حينها سأقول لك خليك هناك حتى تُشفى تمامًا وربنا يوفقك، وإحنا هنا عندنا رجالة في المنتخب.. والله لو هنخسر النهائي مترجعش.. منتخب مصر خط أحمر».
البعض أشار إلى علاقة التنافس بين «العميد» و«النجم العالمي»، إذ يعد حسام حسن واحدًا من أبرز لاعبي كرة القدم في مصر وإفريقيا تحقيقًا للأرقام، حيث اختير أكثر من مرة من بين أعظم لاعبي القارة في القرن العشرين، كما يملك تاريخًا حافلًا من الإنجازات كلاعب مع أندية الأهلي والزمالك ومنتخب مصر، سواء من حيث تسجيل الأهداف أو تحقيق البطولات.
حسام حسن لعب في كل المنتخبات المصرية بجميع مراحلها السنية من الناشئين والشباب والأول، حيث جرى ضمه إلى صفوف المنتخب لأول مرة سنة 1985، وكان ظهوره الأول في مباراة ودية أمام منتخب النرويج.
شارك حسام حسن في 170 مباراة دولية سجل خلالها 83 هدفًا، وقاد مصر للتأهل لكأس العالم 1990 في إيطاليا بهدف سجله في مرمى منتخب الجزائر، كما كان عنصرًا أساسيًا في الفوز ببطولة أمم إفريقيا نسخة 1998، التي توّج خلالها بلقب الهداف مشاركة مع الجنوب إفريقي بينيدكيت مكارثي.
عقب اعتزاله اتجه حسام حسن إلى التدريب، إذ كانت البداية في سنة 2008، عندما تولى تدريب المصري، ونجح في إنقاذ النادي البورسعيدي من شبح الهبوط.
التجربة الأكبر على الإطلاق في مسيرة العميد التدريبية كانت مع نادي الزمالك خلال الفترة من 2009 وحتى 2011، كما درّب النادي الإسماعيلي بعد ذلك، وعاد إلى المصري في ولاية ثانية، ثم درّب فريق مصر للمقاصة، وعقب ذلك أتت تجربة أخرى كبيرة ومميزة له، عندما تولى تدريب منتخب الأردن، ولكنه رحل قبل أشهر قليلة من كأس آسيا 2015، بعدها عاد إلى تدريب الزمالك في تجربة لم تدم طويلًا، ثم الاتحاد السكندري، وبيراميدز، وسموحة، وأخيرًا نادي فيوتشر.
اللافت في الأمر أنه لم تمضِ سوى أيام قليلة على تولي حسام حسن تدريب نادي فيوتشر، حتى إنه لم يخض حتى الآن مباراة رسمية مع ناديه الجديد، ومع ذلك فإنه لم يتردد في قبول فرصة تدريب منتخب الفراعنة التي طالما حلم بها لسنوات.
وعلى الرغم من وجوده في دائرة التدريب لمدة 16 سنة، فإن حسام حسن مدرب منتخب مصر الجديد لم ينجح في تحقيق أي بطولة مع الأندية الكثيرة التي تولى تدريبها، فمن الناحية التدريبية قد يكون أفضل إنجازات صاحب الـ 57 سنة، هو احتلال المركز الثاني في الدوري المصري مع الزمالك، ووصافة كأس مصر مع المصري، وخسارة السوبر المصري مع الفريق نفسه، فضلًا عن التأهل إلى الملحق العالمي لكأس العالم 2014 مع منتخب الأردن.
أما عن إنجارات صلاح، فحدث ولا حرج، فقد جاءت بداية مسيرة محمد صلاح في الدوري المصري مع (المقاولون العرب)، ومنه احترف في أوروبا من بوابة نادي بازل السويسري، الذي قدمه بعد ذلك كهدية إلى فريق تشيلسي، لكن مورينيو رفضها، فرحل صلاح لفيورنتينا ثم إلى روما على سبيل الإعارة، وذلك قبل أن يشتري الجيالوروسي عقده من البلوز، ثم كان على موعد مع محطته الأبرز، التي كانت نادي ليفربول.
استطاع النجم المصري تحقيق نجاح استثنائي في الدوري الإنجليزي منذ انتقاله إلى آنفيلد بصفقة تاريخية جعلته أغلى لاعب في تاريخ نادي ليفربول، وحصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا 2018، وجائزة بوشكاش لأفضل هدف خلال موسم 2018.
كما امتدت إنجازاته إلى القارة الإفريقية التي نشأ فيها، وحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب في إفريقيا لعامي 2017 و2018، وجائزة أفضل لاعب إفريقي بواسطة البي بي سي لعام 2017، وكذلك فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي سنة 2018، وجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي، (هداف الدوري الإنجليزي الممتاز) عامي 2018 و2019. واختير من قبل مجلة تايم الأمريكية في سنة 2019 ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.
بالطبع كان لصلاح دور مهم منذ بدايته مع منتخب مصر، فقد خاض أولمبياد 2012، وكان أحد أهم أسباب وصول منتخب الفراعنة إلى كأس العالم 2018، بعد غياب دام قرابة ثلاثة عقود، ومنذ 2011 حتى الآن سجل محمد صلاح 56 هدفًا بقميص المنتخب المصري في 96 مباراة.