ظهر فريق إنتر ميامي الأمريكي، في أسوأ مستوى له هو ونجومه في الجولة التحضيرية قبل انطلاق الموسم الجديد، فحين أعلن النادي عن خططه للموسم الجديد، اهتم الجميع بها لأنها لحظة تاريخية للفريق الذي استطاع ضم ليونيل ميسي، أفضل لاعبي العالم، إلى صفوفه، وتضمنت فترة الإعداد اللعب في 4 قارات مختلفة على مدار عدة أسابيع، من السلفادور إلى دالاس إلى السعودية وشرق آسيا، ثم العودة إلى إنتر ميامي.
إنتر ميامي يتصدر المشهد
مع قرب الجولة من نهايتها، تصدر إنتر ميامي المشهد، ليس بسبب نجاحه الكبير وتألق ميسي، بل بسبب نتائجه الكارثية قبل بداية الموسم الجديد، ولم تسِر الفترة التحضيرية لميامي، كما كان مخططًا لها، وتعرض الفريق للإصابات والخسائر الكارثية، ووصل الأمر إلى غضب المشجعين، وهجومهم على نجمهم المفضل ليونيل ميسي.
جولة ميامي قبل الموسم كانت بمثابة جولة للجحيم، ومن الصعب أن نرى كيف استفاد الفريق منها، لكن بالتأكيد تم جني أموال جيدة وحصل العديد من اللاعبين على خبرات، ولكن مع اقتراب موسم الدوري الأمريكي الجديد، لا يبدو أن إنتر ميامي في وضع أفضل مما كان عليه قبل أشهر قليلة فقط.
بدأ إنتر ميامي مشواره في الجولة التحضيرية قبل الموسم بمواجهة منتخب السلفادور، ورغم مستواهم السيئ انتهت المباراة بالتعادل السلبي.
تأثير سلبي
هذه المباراة أثرت سلبًا على ميامي، الذي خسر نجم الفريق فاكوندو فارياس، بعد سقوطه بأرض الملعب وهو يمسك ركبته في الشوط الثاني من المباراة، وأكد النادي بعد ذلك إصابة اللاعب بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي وغيابه حتى نهاية الموسم.
هذه الإصابة ستؤثر كثيرًا على موسم الفريق الأمريكي لأن فارياس، كان سيشارك أساسيًا بشكل مستمر، بسبب التزامات ميسي الدولية ومشاكل اللياقة البدنية لـ سواريز.
إنتر ميامي تعرض للهزيمة في المباراة الودية الثانية له بنتيجة 1-0 أمام دالاس، وانتشرت أخبار بعد المباراة، بأن النجم الشاب بنيامين كريماشي، الذي تألق الموسم الماضي، سيغيب لعدة أشهر.
وبعد مباراتين فقط خسر ميامي نجمين شابين كانا سيشاركان بشكل أساسي في الموسم الجديد.
أزمة السعودية
توجه فريق إنتر ميامى إلى السعودية لمواجهة فريق النصر وشارك ميسي بديلا في هزيمة فريقه الكاسحة بنتيجة 6-0، وتحت أنظار كريستيانو رونالدو المصاب الذي لم يشارك في المباراة.
وفى مباراة إنتر ميامي ضد الهلال قبل نحو أسبوع، حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن انتهت المباراة بالهزيمة 4-3.
وأوضحت هذه المباريات حقيقة عدم وجود منافسة حقيقية بين الدوري الأمريكي والدوري السعودي.
غضب في هونج كونج
عقب ذلك توجه فريق إنتر ميامي إلى هونج كونج، وشعر المشجعون الذين ملأوا الملعب لمشاهدة ميسي الذي لم يشارك، بالخداع، حيث تم استبعاد الفائز بالكرة الذهبية من مباراة ميامي الودية الرابعة قبل بداية الموسم؛ بسبب الإصابة، وبدأت الجماهير في اطلاق صيحات الاستهجان.
مارتينو قال: "نحن نتفهم خيبة أمل الجماهير، بسبب غياب ميسي ولويس سواريز، كنا نتمنى إشراكهم لبعض الوقت، لكن المخاطرة كانت ستكون كبيرة".
وشوهد أحد المشجعين وهو يقطع رأس ميسي، من أحد الإعلانات، وهو تصرف يصف شعور الكثيرين في الملعب، رغم فوز إنتر ميامي بنتيجة 4-1.
وقالت المشجعة آدا كام لشبكة “CNN” وهي تحمل لافتة مكتوب عليها "عملية احتيال استرداد الأموال": "نشعر بأن النادي خدعنا، لأننا دفعنا أموالًا لرؤية ميسي".
ونشرت حكومة هونج كونج بيانًا مضمونه: "فيما يتعلق بعدم لعب ميسي المباراة اليوم، فإن الحكومة وكذلك جميع مشجعي كرة القدم يشعرون بخيبة أمل شديدة، بشأن الترتيبات التي اتخذتها الجهة المنظمة".
وتسببت رحلة إنتر ميامي إلى هونج كونج في ضرر كبير أكثر من النفع.
ميسي يتحدث
تعرض ليونيل ميسي لانتقادات قوية من بعض وسائل الإعلام الأمريكية، بسبب غيابه عن المؤتمرات الصحفية، رغم أنه أمر معتاد لنجوم الرياضة في الولايات المتحدة، مثل ليبرون جيمس وباتريك ماهومز، الذين يتحدثون إلى الصحفيين قبل وبعد كل مباراة، لكن ميسي صامت منذ انضمامه إلى إنتر ميامي.
لكن عقب الأزمة الأخيرة في هونج كونج تحدث ميسي إلى وسائل الإعلام في طوكيو قائلا: "من سوء الحظ أنني لم أتمكن من اللعب في مباراة هونج كونج ويمكن أن يحدث ذلك في أي مباراة، وقد نتعرض لإصابة، إنه أمر مؤسف لأنني أريد دائمًا المشاركة خاصة في تلك المباريات البعيدة التي يكون المشجعين متحمسين لمشاهدتنا".
وأضاف: "آمل أن نتمكن من العودة ونلعب مباراة أخرى وأن أشارك كما أفعل كلما استطعت".
ميسي اعترف بأنه بعد مشقة السفر الطويل ولعب المباريات، يريد العودة إلى المنزل وقال قبل مباراة ميامي ضد فيسيل كوبي: "أنا متعب بعض الشيء بعد هذه الفترة الطويلة من المباريات والسفر، ومتحمس لأن نلعب هذه المباراة الأخيرة ثم نعود إلى المنزل".
فهل يمكن إلقاء اللوم عليه؟ فقد سافر ميامي في أقل من 3 أسابيع ما يقرب من 28 ألف ميل للعب في 3 قارات مختلفة، وهذا جهد شاق على اللاعبين الذين أمضوا الأسابيع القليلة الماضية على متن الطائرات وفي غرف الفنادق للعب في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة للنجوم مثل ميسي، البالغ من العمر 36 سنة وسواريز، صاحب الـ 37 سنة، فإن هذه الرحلات لم تعد سهلة كما كانت من قبل عليهم.
إصابة بوسكيتس
للمباراة الثالثة على التوالي، لم يلعب ميسي أساسيًا ضد فيسيل كوبي على الرغم من مشاركته في الشوط الثاني من التعادل السلبي في طوكيو، لكن من المؤكد أن ميسي سيشارك في مباراة إنتر ميامى الأولى في الدوري الأمريكي هذا الموسم ضد ريال سولت ليك يوم 21 فبراير الجاري.
لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن زملائه السابقين في برشلونة، حيث تعرض بوسكيتس، لإصابة في الكاحل خلال الـ 25 دقيقة الأولى من مباراة الفريق الودية ولم يستكمل المباراة.
وكان هناك قلق أيضًا على جوردي ألبا، الذي اشتكى من إصابة في الفخذ لكنه واصل اللعب، ومع توجه إنتر ميامي لمواجهة نادي طفولة ميسي، نيويلز أولد بويز، في المباراة الأخيرة قبل بداية الموسم، فإن الفريق يعانى من أزمات كبيرة.
فوز وحيد
انتصر فريق إنتر ميامى في مباراة واحدة فقط وتعادل مرتين سلبيًا وتعرض للهزيمة ثلاث مرات، ولم يسير الموسم التحضيري لهم كما كان مخططًا وإحدى تلك الهزائم كانت كارثية ضد النصر ولن يتم محوها بسهولة.
والسؤال الآن هو ما مدى الضرر الذي ألحقته هذه الجولة بميامى؟، إن نتائج إنتر ميامى وخاصة مباراتهم ضد النصر ستجعل الجمهور يستخدمها كدليل على أن ميسي ورفاقه لا يستحقون المشاهدة أسبوعيًا.
هذه الجولة تسببت في زيادة الضغط على الفريق حيث تابع العالم كله تعثره خلال الجولة الأولى بقيادة ميسي، وسنرى ما تعلمه الفريق من تجربة الموسم التحضيري الكابوسية، وسيجري نسيان الموسم التحضيري لإنتر ميامي إذا نجح الفريق هذا الموسم وسارت الأمور كما هو مخطط لها في المنافسة على البطولات الأربعة.