اللاعب هاري كين سجّل هدفه الـ32 في مسابقة الدوري الألماني هذا الموسم، خلال 28 ظهورًا له في مباريات فريقه بالمسابقة، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتجنيب بايرن ميونخ تلقي الخسارة السادسة في الموسم الجاري، وجعل باير ليفركوزن على بُعد فوز وحيد لتحقيق لقبه الأول في تاريخه بالـ”بوندزليجا".
وحقق هاري كين، أرقامًا قياسية خلال موسمه الأول مع الفريق البافاري، بعد انتقاله من صفوف توتنهام هوتسبير الإنجليزي خلال الصيف الماضي، إذ انفرد بصدارة جدول ترتيب الهدافين برصيد 32 هدفًا، وأصبح على بُعد 9 أهداف من مُعادلة الرقم التهديفي لروبيرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 41 هدفًا مع البايرن في موسم 2020-2021، بحسب سي إن إن.
وأصبح كين، أول لاعب في الدوريات الأوروبية الـ5 الكُبرى الذي يصل إلى 50 مساهمة تهديفية، إذ سجل 38 هدفًا في 37 مباراة بمختلف المسابقات، كما قدّم لزملائه 12 تمريرة حاسمة.
لكن ربما لا تكون هذه الأرقام التهديفية الخارقة كفيلة لكسر حالة من النحس التي تلازم اللاعب، أينما رحل، حين يتعلق الأمر بالألقاب.
ووصل هاري كين إلى بايرن ميونخ في الصيف الماضي مقابل 100 مليون يورو وفقًا لتقارير صحفية، والهدف هو تحقيق الألقاب مع النادي البافاري، وهو الأمر الذي استعصى عليه خلال سنوات عديدة من التألق في توتنهام.
ويُعد نادي بايرن ميونخ من عمالقة كرة القدم الأوروبية، وهيمن على مسابقة الدوري الألماني لـ11 موسمًا متتاليًا.
وكان الهدف من التعاقد مع قائد المنتخب الإنجليزي هو الاحتفاظ بالهيمنة المحلية، واستعادة لقب دوري أبطال أوروبا، وتعزيز الخط الهجومي للفريق، بعد موسم ماضٍ بالكامل بدون بديل لرحيل ليفاندوفيسكي.
وأتقن كين الدور الأخير، لكن غابت الألقاب المرجوة.
ويقترب الموسم الجاري من نهايته، ومع اقتراب ليفركوزن من حسم لقب الدوري الألماني، فإن نادي بايرن ميونخ سيخرج بموسم محلي صفري بالتأكيد.
وبدأ الأمر مع الساعات الأولى لوصول كين إلى النادي البافاري، حيث جلس على دكة البدلاء خلال مواجهة ضد لايبزج في كأس السوبر الألماني، وشارك بديلا خلال الشوط الثاني، ولكن ذلك لم يمنع تفوق المنافس بثلاثة أهداف نظيفة، في مؤشر خطير لما سيبدو عليه الموسم.
وتعافى هاري كين وزملاؤه وبدأت حصيلته التهديفية المميزة في الظهور، ولكن جاءت الصدمة بالخروج من الدور الثاني في بطولة كأس ألمانيا، بعد الخسارة أمام ساربروكن المنافس في دوري الدرجة الثالثة بنتيجة 1-2.
وفي مسابقة الدوري، يتأخر بايرن بفارق 16 نقطة عن ليفركوزن، وقد تزداد الأمور سوءًا مع معادلة فريق شتوتجارات لنقاط الفريق البافاري، قبل 6 جولات في النهاية، حيث أنه من المُحتمل ألا يتحقق مركز الوصافة أيضًا.
وتبدو مسألة نظرية، ولكنها تتحول مع الوقت إلى عقدة من الصعب تخلص منها، حيث أينهما حلّت أقدام المهاجم الدولي، البالغ من العمر 30 عاما، تغيّب الألقاب.
الأمر لا يتوقف فقط على نتائج توتنهام خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل 280 هدفًا خلال 435 مباراة في جميع المسابقات دون تحقيق أي لقب، ولا على موسم أول مع بايرن ميونخ تحت قيادة المدرب توماس توخيل، تزامن مع نهاية هيمنة دامت لـ11 سنة، ولكن حتى خلال الظهور الدولي مع منتخب إنجلترا.
وخسرت إنجلترا نهائي يورو 2020 أمام إيطاليا، وفي كأس العالم 2022، أهدر كين بنفسه ركلة جزاء كانت من الممكن أن تعادل الكفتين أمام فرنسا، في ربع النهائي.
ويرى البعض أن مسيرة تهديفية مميزة دون أي لقب احترافي يُعد أمرًا غير عادل لقائد منتخب إنجلترا، الذي سجل 62 هدفًا في 89 مباراة دوليّة مع “الأسود الثلاث”.
وأصبح لا يتبقى أمام بايرن ميونخ، وهاري كين، إلا فرصة أخيرة للتتويج بلقب هذا الموسم، حيث يستمر الفريق في مسيرته بدوري أبطال أوروبا.
ويلتقي بايرن مع أرسنال في ذهاب الدور ربع النهائي هذا الأسبوع، ولا تبدو الأمور سهلة لإنقاذ “موسم صفري”، أمام فريق أرسنال، الذي ينافس بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويحقق مستويات مميزة تحت قيادة مدربه الإسباني ميكايل أرتيتا.
ويستعين بايرن بتفوقه النفسي في المواجهات المباشرة أمام أرسنال، وبخبرات توخيل في المسابقة الأوروبية التي حقق لقبها، كمدير فني مع تشيلسي الإنجليزي، في 2021، وبـ6 ألقاب أوروبية تاريخية حققها النادي البافاري.
فهل يستغل كين هذه الفرصة الكُبرى لإنهاء اللعنة، خاصة أمام فريق يُفضّل التألق أمامه حين كان لاعبًا في صفوف توتنهام، حيث سجل 14 هدفا خلال 17 مباراة لعبها ضد أرسنال.