يعتبر فرار منتخب سريلانكا لكرة اليد، من المعسكر التدريبي بألمانيا عام 2004 أحد أكبر ألغاز الرياضة بالألفية الثالثة التي تم فك شفرتها في وقت لاحق.
البداية جاءت في عام 1989 عندما أسس الألماني ديتمر دورينج ما يعرف ببرنامج التبادل الرياضي الآسيوي الألماني (AGSEP) وهي مؤسسة غير حكومية تعمل في سريلانكا وتعمل على تنظيم مباريات بين الفرق الرياضية السريلانكية والأوروبية على أرض ألمانيا.
في عام 2004 قامت مؤسسة (AGSEP) بتنظيم مباراة في كرة اليد بين منتخب سريلانكا لكرة اليد وفريق ألماني ووصل فريق كرة اليد السريلانكي إلى بافاريا بألمانيا للمشاركة في البطولة.
وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أي شكوك حول المجموعة التي حطت رحالها إلى الأراضي الألمانية حيث قدموا جميع الوثائق الصحيحة إلى السفارة الألمانية في كولومبو بسريلانكا وطبقا للتأشيرات الصادرة للفريق يحق لعناصره البقاء داخل ألمانيا لمدة شهر كامل من شهر سبتمبر إلى أكتوبر 2004.
لكن بعد وقت وجيز من وصولهم لبافاريا اختفى عناصر الفريق السريلانكي لكرة اليدالمكوّن من 24 شخصًا مُقسمين لـ16 لاعبا و8 مدربين ولم يستدل على طريقهم.
اختفاء منتخب سريلانكا لكرة اليد
بدأت الجولة الرياضية لمنتخب سريلانكا كما كان متوقعا لها حيث خاضوا مباراة الفريق الألماني TSV Wittislingen لكن بعد أيام قليلة من وصولهم إلى ألمانيا لم يحضر اللاعبون ولا مدربوهم السريلانكيون لتناول الإفطار وسرعان ما شعر المضيفون البافاريون بالقلق.
واعتقد الألمان وقتئذ أن الفريق السريلانكي قد تاه أفراده أثناء الركض في الغابة لكن المفاجأة كانت حين بدأت السلطات الألمانية تكثيف البحث عن الضيوف حيث تبيّن أن عناصر منتخب سريلانكا لكرة اليد كانوا قد تركوا بعضا من أدواتهم الرياضية إضافة لرسالة يشكرون من خلالها الألمان على كرم الضيافة ويخبرونهم أنّهم فرّوا إلى فرنسا.
فور الحصول على هذه الأدلة بدأت السلطات الألمانية في التحقيق حول ملابسات هذه الحادثة لمحاولة فهم ما حدث.
بمراجعة رحلة منتخب سريلانكا لكرة اليد داخل ألمانيا أول ما ظهر كان مستوى الفريق المتدني خلال مباراته مع الفريق الألماني وهو الأمر الذي لم يثرِ الكثير من الشكوك آنذاك بحكم الفارق الفني بين كلا الفريقين لكن بعد الحادثة استرعت هذه الجزئية انتباه المسؤولين حيث لم يكن لدى لاعبي المنتخب السريلانكي أي دراية بقواعد لعبة كرة اليد، بل لم يكونوا قادرين على إمساك الكرة بشكل صحيح.
وبعد تكثيف التحقيقات اتضح أن هذا الفريق المزعوم لم يكن فريق كرة يد من الأساس بل مجموعة من الأشخاص قرروا الفرار من سريلانكا إلى ألمانيا ومنها إلى أي بلد أوروبي آخر.
ووفقًا للتقارير الرسمية في ذلك الوقت أصبحت إيطاليا مؤخرًا موطنًا للعديد من اللاجئين السريلانكيين حيث تمكن هؤلاء اللاجئون حتى من تكوين مجتمع متماسك لأنفسهم.
وعندما تم تبليغ الحكومة السريلانكية خبر اختفاء فريقها القومي وجهت رداً لنظيرتها الألمانية يفيد بأنه لا يوجد في سريلانكا فريق قومي لكرة اليد من الاصل.
وصدر قرار بعدها بوقف عمل برنامج التبادل الرياضي الألماني الأسيوي كنظرًا للسمعة السيئة التي لحقت به جراء هذه الحادثة.
بعد مرور نحو عقدين من حادثة اختفاء منتخب سريلانكا لكرة اليد نشرت تقارير تفيد بأن بعض عناصر هذا الفريق وجدوا طريقا للعمل كخبّازين في إيطاليا.
فيما عاد البعض الآخر لسريلانكا بعدما فشلوا في تأمين مصدر دخل مناسب لإعالة أسرهم.
وفي عام 2008 تم الاعلان ح صدور فيلم من إنتاج إيطالي بعنوان Machan يحكي قصة منتخب سريلانكا لكرة اليد الذي فرّ عناصره من معسكرهم التدريبي بألمانيا عام 2004 وطبقًا لـ أوبرتو باسوليني منتج الفيلم الذي ترشّح لجائزة الأوسكار كانت سيريالية القصة دافعا قويا له كي ينتج فيلما عن ما وصفه بالاحتيال.
